شيئاً من الملح وكثيرا من السُّكر! وكثيراً من الحلم وشيئاً من الكسر!؟… ليست هناكـ وصفة سحرية تمنح الكاريزما وتجعلنا محبوبين من قبل شريحة عريضة من الناس. كل ما في الحكاية، أن القلوب كالفصول: بعضها ربيعية تزهر الحب أينما تكون، بعضها صيفية تحرق من تحب، بعضها خريفية تعصف بمن تحب والبعض الآخر كالشتاء لا تمنح الدفء لأن فاقد الشيء لا يعطيه.. وكما أن للشعر فن فلتذوق الشعر فن أيضاً وكما أن للكلام فن فللاستماع فن آخر. . ! فنٌ يدركـ الوجع الذي تتركه الكلمات التي تُقال، ويدركـ الوجع الأشد إيلاماً الذي تتركه الكلمات التي لا تُقال! يعرف حوار الأشياء التي تحترق في دواخلنا كما تحترق الأوراق الهامدة بالشمس الإفريقية! يكسر باب المعتقل الذي يقيّد البكاء ويحظر الصراخ والثورة! فنٌ يُشعر المتحدث بأنه يتحدث ما يريد لمن يريد! يعرف الابتسامة الصفراء النظرة الحالمة ويميّز بين الانكسار الرمادي والشحوب! فقد يكون أمامكـ ابتسامة كألوان قوس قزح ولكنها تحت مجهر الواقع ليست إلا جرح طري لم يلتئم بعد! أعمق من جعدة الجبين وأكبر من ذبول الشفاه! فنٌ يقرأ كل التفاصيل المجنونة ويستوعب كل الأشياء العاقلة يعرف متى يفتح ذراعيه ومتى يتظاهر بالا مبالاة! فنُ يشعر محدثكـ أن اللحظات التي تستمع إليه فيها لا تحتسب من العمر، وأن الثرثرة التي يسكبها في قلبكـ لا تكبر ولا تشيخ، وأن تراكم البشاعة لا يمنع الجمال! فالآذان الصاغية التي تسمع يجب أن تكون على علاقة وطيدة بالقلب حين نستمع للآخر…